الشركات
الناشئة
ركائز البيئة الداعمة للشركات الناشئة
مجتمع الشركات الناشئة
يستمد قطاع الشركات الناشئة في البحرين نجاحه من حيوية المجتمع الحاضن والدعم الذي يوفره للقطاع. ويُعتبر الجمع بين رواد الأعمال ممن يحملون رؤى وتوجهات متماثلة ويتبادلون الأفكار، أمراً بالغ الأهمية للبيئة الداعمة، وهي حقيقة تتضح من خلال العدد المتزايد للمشاريع الناشئة في المملكة.
وبالمثل، فقد شهدنا تأثير هذا المجتمع على فعاليات أخرى كانت قائمة منذ مدة مثل المؤتمر المصرفي الإسلامي العالمي، الذي تغير بشكل كبير مع ظهور التكنولوجيا المالية. ولتعزيز هذا التقدم، فقد وضع مجلس التنمية الاقتصادية وهيئات حكومية أخرى استقطاب أعضاء جدد إلى مجتمع الشركات الناشئة على رأس أولوياتهم، وذلك من خلال استضافة الفعاليات المحلية والمشاركة في المؤتمرات الدولية.
الحاضنات والمُسرّعات
كونها مصدراً غنياً بالمعرفة والإرشاد، فقد أصبحت الحاضنات والمسرِّعات بمثابة شريان الحياة للشركات الناشئة في البحرين. ولذلك فقد سجلت الحاضنات والمسرّعات في المملكة زيادة كبيرة خلال العام الماضي. وتوفر مؤسسات مثل "تمكين" ومركز البحرين لتنمية الصناعات الناشئة، وعبر تعاونها مع بنك البحرين للتنمية، منصات خاصة بالتعليم والتوجيه والتمويل. كما دخلت "فاب لاب" و"ليفيل Z" و"برينك" إلى السوق لتعزيز الدعم المقدم للشركات الناشئة، فيما أطلقت "سي 5" وأمازون لخدمات الانترنت أول مسرّعٍ سحابي، Scalerator، في البحرين لخدمة منطقة الخليج بأسرها. وتنضم هذه الخدمات إلى مسرِّعات البحرين وحاضناتها الموجودة بالفعل وهي "سي أتش 9" و"ركن" و"هايف" باعتبارها مصدراً قيّماً يمكن للمشاريع الصغيرة أن تستمد منه التوجيه والإرشاد. وفي عام 2017، تلقى قطاع الخدمات المالية دفعة إضافية مع إطلاق صندوق تمويل الابتكار للتكنولوجيا المالية، والذي يستهدف مساعدة الشركات في اختبار أفكارها وتحسينها، وكذلك تسريع الإجراءات الرسمية اللازمة لاعتماد المنتجات والخدمات.
وبالإضافة إلى ذلك، يقدم برنامج تطوير ريادة الأعمال وتشجيع الاستثمار الذي أطلقه مكتب تعزيز الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية الـ "يونيدو" ومقره البحرين، الدعم لرواد الأعمال عبر برامج التأهيل الجماعي والتمكين والاستشارات ونقل التكنولوجيا وإطلاق المشاريع المشتركة والمساهمة في إعداد خطط العمل وإقامة الروابط المالية.
التمويل
قد توازت مع هذه الزيادة في عدد المُسرِّعات والحاضنات زيادةٌ أخرى في خيارات التمويل المتوفرة لدى رواد الأعمال، وهو ما يضمن لهم الحصول على رأس المال الكافي، وتحديد الاختيار المناسب لتمويل نموهم. وقد يتخذ ذلك شكل منحة أو قرض مصرفي أو استثمار رأس مال مساهم أو اكتتاب أو ما يُعرف بالمستثمر المَلاك. فمثلاً، توفر شركة "تنمو"، وهي الشركة الأولى من فئة "بيزنس إينجلز" في البحرين، رأس المال لرواد الأعمال البحرينيين الواعدين منذ المرحلة الأولى. وبالإضافة إلى ذلك، تم إقرار لوائح جديدة لتنظيم عملية التمويل الجماعي بما يعزز فرص الاستثمار في الشركات الناشئة ويخفض تكلفة جمع الأموال.
التعليم
يحظى رواد الأعمال في البحرين، وفور مباشرتهم لأعمالهم، بالعديد من الفرص لتعزيز مهاراتهم أو مهارات فرق العمل لديهم. وتسعى المملكة إلى تطوير برامج تدريبية عالمية المستوى في قطاعاتها الأسرع نمواً، مثل مجالات التمويل الجديدة التي يقدمها معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية، أو في مجال الحوسبة السحابية بمؤهلات شركة أمازون لخدمات الانترنت التي تقدمها "تمكين". وخلال السنوات التي امتدت من 2015 حتى 2017، قدّمت "تمكين" الدعم اللازم لبرامج التدريب والتطوير لـ 15 ألف مواطن بحريني تم اختيارهم من مجموعة واسعة من التخصصات، فيما استطاعت أن توفر أكثر من 1000 وظيفة. وإلى جانب ذلك، وعلى مدى السنوات الثلاثة القادمة، سوف تركز "تمكين" على البرامج التدريبية التي تهدف إلى تعزيز الابتكار ودعم الشركات الناشئة.
المؤسسات الشريكة
شهد عام 2017 إقبالاً واسعاً من الشركات الراغبة في العمل مع مجتمع الشركات الناشئة، من خلال العمل كمسرّعات، أو كمرشدين، أو مستثمرين أو منصات تجريبية أو حتى عملاء. وسوف يكون لإطلاق شركة أمازون لخدمات الانترنت تأثيرٌ بالغ على الشركات الناشئة، وذلك لأنها سوف تزيل الحواجز التي تعوقها عن دخول قطاعات جديدة بعد تمكينها من الوصول إلى كميات كبيرة من البيانات في زمن وصول قصير. وبنظرة استشرافية للمستقبل، يمكن القول إن أمازون لخدمات الانترنت سوف تمكّن الشركات الناشئة من التوسع بشكل أسرع بفضل تمتعها بالقدرة على التخزين الآمن لبياناتها وبتكلفة معقولة. ولا شك أن تشجيع المزيد من الشركات مثل زين وبتلكو على التواصل مع مجتمع الشركات الناشئة سوف يوفر دعماً إضافياً لنمو ونجاح الشركات الناشئة في البحرين.
السياسات والقوانين التنظيمية
وبالنظر الى الإصلاحات التنظيمية الحالية التي تستهدف الشركات الصغيرة، يمكن القول بأن فرصاً واعدة ومستقبلاً مشرقاً ينتظر رواد الأعمال في البحرين. فقد أنشأت وزارة الصناعة والتجارة والسياحة مجلس تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وذلك لتعزيز البيئة التنظيمية لريادة الأعمال عبر إطلاق المبادرات الداعمة لنمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ويتضمن ذلك، على وجه التحديد، قانوناً تم إقراره في عام 2017 يسمح بالتمويل الجماعي الخارجي، سواء في الخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية أو تلك التقليدية باعتبارها تمثل فرصاً بديلة لتمويل الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة. كما تم إقرار قواعد جديدة لدعم ما يسمى باستثمار رأس المال المساهم مثل قانون تنظيم شراكات الاستثمار المحدودة بالاضافة إلى إنشاء إدارة جديدة وتخويلها صلاحية السماح بتأسيس الحاضنات والمسرّعات في المملكة.
وتحقيقاً لنفس الغاية، فقد تم مؤخراً تنفيذ إصلاحات تنظيمية أخرى تتضمن:
- صندوق تمويل الابتكار في التكنولوجيا المالية
- بوابة السجلات التجارية الافتراضية ونظام السجلات التجارية "سجلات" الالكتروني
- شركات الخلايا المحمية
- خفض الحد الأدنى لرأس المال المطلوب لتأسيس شركة
وفي خطوة كبيرة ومرتقبة خلال عام 2018، تعتزم حكومة المملكة إصدار قانون جديد للإفلاس، بما يضمن توفير حماية أفضل للشركات الناشئة ضد الإخفاق، ويشجع المزيد من رواد الأعمال وأصحاب الأفكار على الاتجاه نحو تملك الشركات وتأسيسها.